عندما يغني "مارسيل" على عوده بكل هدوء وشاعرية..يهيج الاحساس ..وحينما يغني للوطن
والبندقية والكرامة والعزة..يشتعل الحماس وتجتاحنا قوة لا مثيل لها..
نشعر بصوته أننا لازلنا على قيد الحياة..وأننا طيور مثله نغرد في السماء..
عندما يغني ..يطربنا ..ويحيينا ويميتنا..
عندما يغني تلتقي أرواحنا بكلماته..
وتمتزج برومنسية الكلمة وعذوبة اللحن ورقي المعنى..
يأخذنا بعيدا بعيدا نحو مكان أفضل..
حيث الوطن والأم والحب..
حيث كل شيء جميل ومقدس..
"خذيني أمي اذا عدت يوما وشاحا لهدبك
وغطي عظامي بعشب تعمد من طهر كعبك"
و
"بين ريتا وعيوني بندقية
والذي يعرف ريتا سيصلي
لاله في العيون العسلية"..
وحينما تصدح فيروز كل صباح بصوت ملائكي..
تنحني زهور قلوبنا الندية خاشعة لخالق ذلك الصوت..
"راجعين ياهوى راجعين"
و"شايف البحر كبير كبر البحر بحبك
شايف السما شو بعيدة بعد السما بحبك"
حينها فقط نشعر بأننا مازلنا قادرين على الحب..
وأنه فينا هو الأصل..
حينها فقط نشعر بأن للأيام طعما..
وأننا قادرون على المقاومة..
ونخاف فعلا أن تنتهي تلك اللحظات
ونفيق منها بأسرع مما تخيلنا..
"ويادنيا شتي ياسمين
عللي تلاقوا ومش عارفين
ومن مين خايفين
اذا كنا ع طول تلاقينا ع طول
ليش بنتلفت خايفين"
حينها فقط نشعر بأن الاحساس فينا لا يزال قائما...
ثم نلتفت حولنا..
ماذا بعد طغيان المادة على كل علاقاتنا؟
ماذا بعد أن أصبحت ذواتنا محور كل حياتنا..وبات الآخر لا وجود له في قائمة اهتماماتنا؟
ماذا بعد الخيانة والحب الكاذب؟
ماذا بعد غياب كلمة صديق من قاموس حياتنا الاجتماعية؟
ماذا بعد انعدام الثقة في حياتنا؟
ماذا بعد الظلم والهوان؟
ماذا بعد أن فقدنا طعم الأيام؟؟؟
كانت مجرد فضفضة ..أو ربما نوعا من الهذيان..
ولكن قد يكون فيها بعض الحقيقة..لي ولكم؟؟
ألسنا في أحيان كثيرة نفتقد طعما للأيام..قد لا نجده
سوى في لحظات سماعنا لأغنية تطربنا أو غيرها..
وربما هذا ما جعلنا نأتي الى هنا ونقتحم هذا العالم..
ندخل ضمن نسيج عنكبوتي قد تنقطع خيوطه بنا في أية لحظة..
لمجرد أن نستشعر طعم بعض اللحظات الحلوة التي تمنحنا اياها
الكتابة والقراءة ..وتفاعل الأحبة..
اعذروا هذياني ولكن دعوني أسألكم..لم أنتم هنا؟
ماذا يضيف اليكم عالم المنتديات؟
ما الذي به تستشعرون أن لأيامكم طعما؟
تكلمت كثيرا.. وجاء الآن دوركم حتى انصت اليكم..
حبي وودي